كتبت : فاطمه أحمد
طالب السيناتور ليندسي جراهام، الإدارة الامريكية بإطلاق خطة “ماريشال” من أجل دعم مصر اقتصاديا وأمنيا، في ظل الحرب التي تخوضها ضد الإرهابيين في سيناء، ومن المتوقع أن تنضم الأردن ولبنان إلى هذه الخطة الجديدة.
وأوضحت صحيفة “جورنال دي مونتريال” الكندية أن إطلاق خطة ماريشال لدعم مصر هي لمحة كريمة ومهمة من أمريكا، ولكن هل يمكن تطبيقها؟
– ما هي خطة ماريشال؟
خطة ماريشال هي فكرة طموحة للتنمية الاقتصادية أطلقتها الولايات المتحدة بعد الحرب العالمية الثانية من أجل مساعدة حلفائها الأوروبيين، وقد كانت الخطة كريمة وهامة جدا بالنسبة لأمريكا.
خشى قادة الولايات المتحدة الأمريكية من أن تدهور الأوضاع الاقتصادية في الحلفاء الأوروبيين ربما يحفز تصاعد الشيوعية في أوروبا، كما أن الحكومة الامريكية كانت مقتنعة جيدا بسياسات عقد اتفاقات اقتصادية مع الحلفاء، لذا فقد اهتدت إلى خطة “ماريشال”.
– هل يمكن تطبيق خطة ماريشال في مصر؟
لا تزال خطة “ماريشال” الأمريكية التي اقترحها جراهام لمصر مجرد مسودة، لكن منطق تطبيقها يشبه بدء طرح الفكرة في الماضي للدول الأوروبية، فهزيمة الفقر في مصر ربما يقيد تصاعد الأصولية الدينية، وفي النهاية سيخرج الجميع رابح من هذه التنمية الاقتصادية الكبرة في مصر، عدا المتطرفين.
– تنمية لمصر
في الحقيقة، الوضع الحالي في مصر، يمكن أن يقودها إلى دخول مرحلة اقتصادية جديدة يمكنها أن تتحول في بعض الوقت إلى دولة مصنعة، ففي 2015، وصل معدل النمو إلى 4.2%، كما لا تتعدى نسبة البطالة 13%، إضافة إلى أن 82% من الرجال و65% من النساء متعلمين، و43% من الشعب يسكن المدن، كما أن معدل الإنجاب مرتفع نسبيا ليصل إلى 2.83 طفل للمرأة، لكن 60% فقط من الشعب يصل إلى موانع الحمل.
وفيما يتعلق بالمياة الصالحة للشرب، فهي ليست مشكلة مستعصية في مصر في الحقيقة، إذ تهيمن الزراعة على 86% من المياة في مصر، لذا فمن الممكن إحداث تغيير للبناء الاقتصادي يمكنه أن يحافظ على المياة ويعيد توزيعها.
– مشكلة الثقافة
في الحقيقة، جميع الأرقام السابقة تتلائم تماما مع شروط خطة ماريشال، لكن المشكلة تكمن في عامل آخر، وهو الثقافة، مثل ثقافة العمل وأهلية اليد العاملة في مصر، كل هذا يضاف إلى ثقافة الفساد ومعدل الحريات سواء حرية العبير والحريات السياسية.
وبينت الصحيفة أن الانفتاح وتحرير الاقتصاد من العوامل الرئيسية لبقاء النظام، لكن على العكس فإن التضييق على الحريات يؤدي إلى تباطؤ الاقتصاد، موضحة أنه على الرغم من نجاح الخطة السياسية العنيفة التي ينفذها النظام ضد الأصولية الدينية في مصر، لكن هذا ليس شرطا في أن يتم قبولها ضمن خطة ماريشال.
– غياب خطة التحرر السياسي والاجتماعي
على الرغم من أن المشروعات الكبرى لا يمكن تنفيذها في يوم وليلة، لكن غياب خطة للتحرر السياسي في مصر ربما يعيق أي إصلاحات يتم تنفيذها.
في اليوم التالي للحرب العالمية الثانية، سعت كل الدول الأوروبية لتقليد الولايات المتحدة، وأول ما تم تطبيقه هو خطة التحرر السياسي والاجتماعي، وبالرغم من فوائدها وعيوبها، إلا أن رغبة هذا التقليد ليست موجودة في مصر، لكن هناك حل آخر هو أن تصنع مصر نموذجها الخاص، لذا فعلى القادة المصريين أن يغتنموا هذه الفرصة التي لا تتكرر.